• تعريف المجاهد والقائد محمد بن فيالة

    هو محمد بن بلقاسم بن إبراهيم بن عبد القادر بن مبارك بن احمد بن محمد بن مبارك المجذوب بن احمد بن الصالح بن محمد بن احمد العابد بن علي بن محمد بن عبد الرزاق بن علي بن عبد الصمد بن علي بن سليمان بن منصور بن عبد الصمد بن عبد السلام بن مشيش بن ابي بكر بن علي بن محمد المدعو حرمة بن عيسى بن سليمان الملقب سلاَّم بن مزوار بن علي الملقب حيدرة بن محمد بن ادريس الاصغر بن ادريس الأكبر بن عبد الله الكامل و يُقال له عبد الله المحضر بن الحسن الاصغر بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب 
    - جبال بني حبيبي(الجزائر)، منشأ محمد بن فيالة و نقطة انطلاق ثورته

    ولد محمد بن فيالة نحو 1830 م في منطقة قبائل بني حبيبي احدى مناطق الشمال القسنطيني (جيجل حاليا) قرب مصب وادي الكبير، و كانت عائلته صوفية متدينة توارثت الفقه و العلوم الدينية أبا عن جد، فكان لابد أن ينشأ نشأة العالم المتدين الذي يحظى بتقدير و احترام القبائل، هذا و قد زاد من سطوع نجمه تمرسه في ركوب الخيل و المبارزة منذ صغره، ثم اتقانه استعمال الاسلحة النارية التقليدية المتوفرة في ذلك الوقت، فكانت له كل المؤهلات لأن يكون الرجل القائد ذو المكانة الخاصة بين قبائل المنطقة، و في فترة مبكرة من شبابه زار البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج و بعد عودته تولى القضاء و تسيير شؤون الزاوية التي حملت اسمه بعده، لكن و بسبب سيطرة المستعمر الفرنسي على معظم مناطق القبائل الصغرى و الظلم و التنكيل الذي كان يتلقاه الاهالي تشكلت لمحمد بن فيالة روح جهادية كبيرة و عزيمة على محاربة و طرد هذه القوة المسيحية الغازية و تطهير أرض الاسلام منها.

    في 16 مارس 1871 م اندلعت ثورة المقراني، و تدعمت بإعلان الشيخ الحداد و الاخوان الرحمانيين الجهاد في 8 افريل من نفس السنة، و انتشرت هذه الثورة بشكل سريع في مختلف مناطق الشرق الجزائري فكان لابد لمحمد بن فيالة أن يكون حامل لواء هذه الثورة في مناطق الشمال القسنطيني، و لما كان قد تسلم في وقت سابق بعض الاموال من حاكم ميلة بعد ان تم تهريبها من خزائن باي قسنطينة قبيل الزحف الفرنسي على المدينة، أعلن الانضمام للثورة في 20 جوان 1871 م، و بدأ في تشكيل جيشه و طلب مساندة شيوخ القبائل و استطاع بالتنسيق مع الحسين بن احمد اليدري (مولاي الشقفة) من توحيد صفوف المقاومة و كسب تأييد كل من الشيخ اعمر بن رفاس من قبائل بني مسلم و إبراهيم بن عمر من قبائل بني عبيد والشيخ صالح بن صويلح من قبائل بني فرقان.
    بدأ محمد بن فيالة عملياته الجهادية بالهجوم على القافلة العسكرية الفرنسية بتاريخ 4 جويلية 1871 م، لتتوسع على نطاق كبير في منطقة جيجل، حيث وقع الهجوم على مدينة جيجل في 4 جويلية من نفس السنة وألحق الثوار بالقوات الفرنسية خسائر بشرية ومادية معتبرة، ومنها انتقلت الانتفاضة إلى شمال منطقة الميلية، قام إثرها الثوار بالهجوم على القوات الفرنسية المرابطة فيها. بعد ذلك بدأت عملية التوعية بضرورة توسيع المقاومة إلى مناطق أخرى فمن سكان عشيش و بني قايد العقيبة إلى بني تليلان بالماء الأبيض، وقام محمد بن فيالة بمراسلة شيوخ وسكان هذه المناطق لحثهم على حمل السلاح و تخريب المنشات الاقتصادية التي أقامها العدو الفرنسي حيث تم تخريب السكة الحديدية الرابطة بين منطقة سكيكدة و قسنطينة وتعرضت القرى التي انشأها المعمرون بدورها إلى الحرق والتخريب، وفي 27 جويلية 1871 م خاض القائد محمد بن فياله مع الحسين بن احمد معركة كبيرة ضد قوات العدو الفرنسي هاجموا خلالها منطقة ميلة وأتلفوا مزارع المعمرين، ونتج عن هذه المعركة التي وقعت في وادي شرشار وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو الفرنسي.
    عاد محمد بن فيالة إلى مسقط رأسه قبائل بني حبيبي و أتى مع قواته على حرق مزارع المعمرين وغابات وادي الكبير و وادي زهور و مع بداية شهر أوت من عام 1871 م، خاض مع الحسين بن احمد عدة معارك ضارية ضد القوات الفرنسية التي كان على رأسها كل من الجنرال دو لاكروا والضابط اوبري. لينتقلا بعدها إلى مناطق أخرى لتوسيع الانتفاضة، حيث وصلا بقواتهما إلى عين النخلة ثم فج بينان ومنها إلى جبل سيدي معروف وجبل قوفي.

    في يوم 21 اوت 1871 م و بمساعدة بعض الخونة باغتت القوات الفرنسية القائد محمد بن فيالة و هو في مقر زاويته و طوقت المنطقة و تمكنت من القاء القبض عليه و اقتادته أسيرا إلى سجونها، و قد تعمدت سلطات الاحتلال الفرنسي طمس هذه الشخصية التاريخية و قطع اخباره، فلا يُعلم عنه شيء منذ اعتقاله إلى اليوم إلا بعض الاخبار غير الأكيدة التي رُوجت أثنائها تقول أنه حُكم عليه بالاعدام لكنه توفي في السجن قبل تنفيذ الحكم

    - هذه صور لمنزل القائد محمد بن فيالة لايزال قائما الى الان بولاية جيجل وبالضبط بالجمعة بني حبيبي

    assanaje.kif.fr

     

    Partager via Gmail Yahoo! Google Bookmarks Blogmarks

    تعليقك
  •  تعريف الشيخ احمد بن مرزوق لحبيباتني

    اخبار الولاية أحمد مرزوق بن سعيد الحبيباتني هو أحد أهم أئمة وفقهاء مدينة قسنطينة في عصر النهضة الفكرية. ولد سنة 1284 هـ (1867 م) في منطقة بني حبيبي بولاية جيجل شرق الجزائر. حفظ القرآن في سن مبكرة على يد مشايخ منطقته وتلقى أولى مبادئ اللغة العربية والفقه،

    ثم انتقل الى مدينة قسنطينة حيث التحق بالمدرسة الكتانية وتتلمد على يد مشايخ الطريقة التجانية امثال الشيخ عبد القادر المجاوي التلمساني حتي اصبح بد دالك من اهم اقطابها  

    استقر الشيخ احمد الحبيباتني في مدينة قسنطينة أين كان يؤم الناس ويدرس القران الكريم والفقه في كثير من المساجد كجامع سيدي عبد المؤمن في حي السويقة، هذا وقد حظي في زمانه بمكانة واحترام كبيرين بين سكان مدينة قسنطينة والشرق الجزائري كله، فكان يعتبر أهم ملجأ للناس يستفتونه في أمور دينهم ودنياهم، وكان على ذلك حتى وافته منيته في العاشر من شهر محرم سنة 1355 هـ الموافق للفاتح أبريل 1936 م.

    كان للشيخ احمد الحبيباتني الفضل في تكوين جيل من الفقهاء والعلماء ممن ساهموا في توجيه الأمة كجمعية العلماء المسلمين الجزائرين، رغم أن الاستعمار الفرنسي حاول كثيرا إثارة الفتنة وتدبير المكآئد بين الشيخ وبعض أعضاء الجمعية وبخاصة عبد الحميد ابن باديس، حيث اتهم الأخير بالتخطيط لمحاولة اغتيال الشيخ الحبيباتني، لكن الجميع تفطنوا وتيقنوا أن ذلك كان من كيد المستعمر للنيل من مكانة ابن باديس وعمله الإصلاحي.

    قصص وطرائف الشيخ لحبيباتني

    قصة البرنوسي

    يحكى أنه في أحد الأيام دخل الشيخ الحبيباتني المسجد للصلاة، فنزع البرنوس الذي كان يرتديه و ألقاه على الحصير و ذهب للوضوء. في أثناء ذلك تسلل لص إلى المسجد و سرق البرنوس و فر به، و عندما عاد الشيخ إلى المكان الذي ألقى فيه برنوسه لم يجده، فما كان منه إلا أن قال « لا حول و لا قوة إلى بالله ». لما كان يوم الغد و عندما كان أحدهم يتجول في سوق « رحبة الجمال »، أحد أزقة قسنطينة، و جد بالمصادفة سارق البرنوس يبيع في مسروقه، فأعجبه ذلك البرنوس و اشتراه و هو يقول « لا يليق هذا إلا بسيدي احمد لحبيباتني »، و بالفعل ذهب باحثا عن شيخنا ليعطيه هديته، فقيل له أنه في المسجد، فدخل المسجد لكن الشيخ كان حينها في بيت الوضوء، فطرح البرنوس على الحصير الذي اعتاد شيخنا الجلوس عليه و جلس هو مقابل المكان يترقب عودة الشيخ، و ما هي إلا هنيهة حتى أقبل شيخنا متمايلا نحو برنوسه و التقطه بيده و هو يقول « سبحان الذي لا تضيع ودائعه ». و هكذا يكون برنوس الشيخ قد عاد بقدرة قادر إلى المكان و في نفس الزمان الذي اختفى فيه بالأمس.

    قصة الشيخ الغاضب

    يُحكى كذلك أن يوما جاء الشيخ الحبيباتني من قسنطينة التي ذاع سيطه فيها و أصبح من كبار شيوخها إلى مسقط رأسه زائرا، فنزل في “العنصر” ثم أكمل مسيرته راجلا حتى بلغ حدود قبييلته بني حبيبي التي تبدأ أراضيها بسهلها الزراعي الفسيح، و كان رجالٌ و نسوة ٌ من عشيرته يخدمون الأرض. و بينما هو سائر بين الحقول إذ لمحته امرأة من بعيد، فرفعت رأسها و قالت بأعلى صوتها و بلهجتها الدارجة “على السلامة يا احميود”، و كان من عادة أهل المنطقة قلب و تشويه الأسماء (أعتقد أن ذلك عن جهل و ليس عن قصد) إلى درجة أن إسم عبد الله يُقـْـلـَبُ إلى عبدِاللوش (غفر الله للجميع). فما كان من شيخنا إلا أن وقف برهة ساكنا ثم استدار و عاد من حيث جاء دون أن يلفظ ببنت شفة. و يقال أنه لم يرجع إلى مسقط رأسه منذ ذلك الحين حتى توفي.

    Partager via Gmail Yahoo! Google Bookmarks Blogmarks

    تعليقك


    تتبع مقالات هذا القسم
    تتبع تعليقات هذا القسم