• تاريخ المنطقة

  • مقدمه تاريخيه

     

    بدأت المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال مع نزول أرض الجزائر، وكان أقوى حركاتها حركة الجهاد التي أعلنها الأمير عبد القادر الجزائري في [1848هـ=1832م]، واستمرت خمسة عشر عامًا، استخدم فيها الماريشال الفرنسي "بيجو"، وقواته التي وصل عددها (120) ألف جندي، حرب إبادة ضد الجزائريين، والحيوانات، والمزارع، فوقع الذعر في قلوب الناس، واضطر الأمير عبد القادر إلى الاستسلام في [161هـ=1847م]. لم تهدأ مقاومة الجزائريين بعد عبد القادر، فما تنطفئ ثورة حتى تشتعل أخرى، غير أنها كانت ثورات قبلية أو في جهة معينة، ولم تكن ثورة شاملة؛ لذا كانت فرنسا تقضي عليها، وضعفت المقاومة الجزائرية بعد ثورة أحمد بومرزاق سنة [1288هـ=1872م]، وقلت الثورات بسبب وحشية الفرنسيين، واتباعهم سياسة الإبادة التامة لتصفية المقاومة، وفقدان الشعب لقياداته التي استشهدت أو نفيت إلى الخارج، وسياسة الإفقار والإذلال التي اتبعت مع بقية الشعب.

     

    • السياسة الفرنسية في الجزائر

     

    لقد أحدث المشروع الاستعماري الفرنسي في الجزائر جروحًا عميقة في بناء المجتمع الجزائري، حيث عملت فرنسا على إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي للجزائر مائة واثنتين وثلاثين سنة، وحاولت طمس هوية الجزائريين الوطنية، وتصفية الأسس المادية والمعنوية التي يقوم عليها هذا المجتمع، بضرب وحدته القبلية والأسرية، واتباع سياسة تبشيرية تهدف إلى القضاء على دينه ومعتقده الإسلامي، وإحياء كنيسة إفريقيا الرومانية التي أخذت بمقولة "إن العرب لا يطيعون فرنسا إلا إذا أصبحوا فرنسيين، ولن يصبحوا فرنسيين إلا إذا أصبحوا مسيحيين". وكان التوجه الفرنسي يعتمد على معاداة العروبة والإسلام، فعملت على محو اللغة العربية، وطمس الثقافة العربية والإسلامية، وبدأ ذلك بإغلاق المدارس والمعاهد، ثم تدرج مع بداية القرن العشرين إلى منع تعلم اللغة العربية باعتبارها لغة أجنبية، وعدم السماح لأي شخص أن يمارس تعليمها إلا بعد الحصول على ترخيص خاص وفي حالات استثنائية، ومن ناحية أخرى عملت على نشر الثقافة واللغة الفرنسية، واشترطوا في كل ترقية اجتماعية ضرورة تعلم اللغة الفرنسية، كذلك عملوا على الفصل بين اللغة العربية والإسلام، والترويج لفكرة أن الجزائريين مسلمون فرنسيون.

     

    واهتم الفرنسيون بالترويج للهجات المحلية واللسان العامي على حساب اللغة العربية، فشجعوا اللهجةالجزائرية، واتبعوا كل سبيل لمحاربة اللسان العربي، واعتبروا اللغة العربية الفصحى في الجزائر لغة ميتة. وقد سعى الفرنسيون إلى ضرب الوحدة الوطنية الجزائرية بين العرب والبربر، فأوجدوا تفسيرات مغرضة وأحكاما متحيزة لأحداث التاريخ الجزائري، ومنها أن البربر كان من الممكن أن يكون لهم مصير أوروبي لولا الإسلام، واعتبروا العنصر البربري من أصل أوروبي، وحكموا عليه بأنه معاد بطبعه للعرب، وسعوا لإثبات ذلك من خلال أبحاث ودراسات تدعي العلمية، وخلصوا من هذه الأبحاث الاستعمارية في حقيقتها إلى ضرورة المحافظة على خصوصية ولغة منطقة القبائل البربرية بعيدًا عن التطور العام في الجزائر. واتبع الفرنسيون سياسة تبشيرية لتنصير المسلمين خاصة في منطقة القبائل، فتعرض رجال الإصلاح وشيوخ الزوايا للتضييق والمراقبة والنفي والقمع، وفتحت كثير من المدارس التبشيرية وبنيت الكنائس ووجه نشاطها للأعمال الخيرية والخدمات الاجتماعية لربطها بواقع السكان هناك، وقام الرهبان والقساوسة بالتدريس في الكثير من المدارس. وحسب الإحصائيات الفرنسية بالجزائر فإن منطقة القبائل كان بها مدرسة لكل (2100) طفل، في حين كانت هناك مدرسة لكل أربعين ألف طفل في بعض المناطق الأخرى بالجزائر. وسعى الفرنسيون إلى عزل بعض المناطق بالجزائر والحيلولة دون اتصالها أو تفاعلها مع باقي المناطق الأخرى، وكان تركيزهم على منطقة القبائل، ورعوا نزعاتها الإقليمية التي تتنافى مع وحدة الشعب الجزائري، وذلك بالاهتمام بالأعراف والتقاليد واللهجات والفولكلور على حساب الثقافة العربية الإسلامية، وصدرت تعليمات واضحة لموظفي الإدارة الاستعمارية الجزائرية تتلخص في ضرورة حماية القبائل وتفضيلهم في كل الظروف على العرب، ولولا المواقف الشجاعة والتضحيات التي قدمها أبناء القبائل لأمكن للمخطط الاستعماري تدمير البنية الاجتماعية للشعب الجزائري في تلك المناطق.

     

    • موقف الشعب الجزائري

     

    تجاوب الشعب الجزائري مع السياسة الفرنسية في جميع الجهات بدون استثناء، لا سيما في المناطق التي عرفت ضغطًا فرنسيًا مكثفًا لتحويل اتجاهها الوطني، فلم يكن للإعانات ولا المساعدات التي تقدمها الإرساليات التبشيرية ولا للتعليم الذي وفرته المدرسة الفرنسية، ولا للمستوطنين الفرنسيين، ولا للمهاجرين الجزائريين الذين تنقلهم السلطات للعمل في فرنسا ـ أثر في فرنسة الشعب الجزائري، وهو ما دفع مخططي السياسة الفرنسية إلى اتهام الجزائريين بأنهم شعب يعيش على هامش التاريخ. وحارب الشعب سياسة التفرقة الطائفية برفع شعار "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا" الذي أعلنه العالِم والمجاهد الجليل عبد الحميد بن باديس، ورأى المصلحون من أبناء الجزائر في ظل فشل حركات المقاومة، أن العمل يجب أن يقوم –في البداية- على التربية الإسلامية لتكوين قاعدة صلبة يمكن أن يقوم عليها الجهاد في المستقبل، مع عدم إهمال الصراع السياسي فتم تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام [1350هـ=1931م] بزعامة ابن باديس، التي افتتحت مدارس لتعليم ناشئة المسلمين، وهاجم ابن باديس الفرنسيين وظلمهم، وشنع على عملية التجنس بالفرنسية وعدها ذوبانًا للشخصية الجزائرية المسلمة، وطالب بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، وأثمرت هذه الجهود عن تكوين نواة قوية من الشباب المسلم يمكن الاعتماد عليها في تربية جيل قادم. وعلى الصعيد السياسي بدأ الجزائريون المقاومة من خلال التنظيم السياسي الذي خاض هذا الميدان بأفكار متعددة، فمنهم من يرى أن الغاية هي المساواة بالفرنسيين، ومنهم الشيوعيون، والوطنيون المتعصبون، وظهرت عدة تنظيمات سياسية منها: حزب نجم شمال إفريقيا بزعامة مصالي الحاج الذي عرف بعد ذلك بحزب الشعب الجزائري، وتعرض زعيمه إلى الاعتقال والنفي مرات كثيرة.

     

    • مذابح [1364هـ=1945م]

     

    اشتعلت الحرب العالمية الثانية ولم تمض شهور قليلة حتى انهارت فرنسا أمام ألمانيا، وبدا للشعوب المستعمرة أن قوة فرنسا لم تكن إلا عليهم فقط، وأن هيبتها لم تكن إلا في هذه القلوب المستضعفة، وأدى ذلك إلى تعاون كثير من المستوطنين الموجودين في الجزائر مع حكومة فيشي الموالية للألمان في فرنسا، وظهرت أصوات المستوطنين الفرنسيين تعلو بأن فرنسا ارتكبت أخطاء، وأن عليها أن تدفع الثمن وحدها، أما الجزائريون فذهب كثير منهم إلى الحرب للدفاع عن فرنسا، فدُمر الإنتاج في الجزائر وزادت صعوبات الحياة؛ لذلك تقدموا ببيان إلى السلطات الفرنسية يطالبون فيه بحق تقرير المصير، تقدم به فرحات عباس –زعيم حزب اتحاد الشعب الجزائري-، ورفضت فرنسا قبول البيان كأساس للمحادثات، فأحدث ذلك رد فعل عنيفا عند الجزائريين الذين أصروا على تمسكهم بالبيان والتزامهم به، ففرض الجنرال كاترو الحاكم العام في الجزائر الإقامة الجبرية على فرحات عباس وغيره من الزعماء الجزائريين. أسس فرحات عباس حركة أحباب البيان والحرية في [ربيع أول 1363هـ=مارس 1944] وكان يدعو إلى قيام جمهورية جزائرية مستقلة ذاتيًا ومتحدة مع فرنسا، وهو ما سبب خلافًا بينه وبين مصالي الحاج الذي نصحه بقوله: "إن فرنسا لن تعطيك شيءًا، وهي لن ترضخ إلا للقوة، ولن تعطي إلا ما نستطيع انتزاعه منها". ولم يمض وقت طويل حتى استغلت فرنسا قيام بعض المظاهرات في 8 ماي 1945 في عدد من المدن الجزائرية وإحراقها للعلم الفرنسي حتى ارتكبت مذبحة رهيبة سقط فيها (45) ألف شهيد جزائري، وكان ذلك تحولاً في كفاح الجزائريين من أجل الحرية والاستقلال، إذ أدركوا أنه لا سبيل لتحقيق أهدافهم سوى العمل المسلح والثورة الشاملة، فانصرف الجهد إلى جمع الأسلحة وإعداد الخلايا السرية الثورية بتوجيه وتمويل ودعم عربي حتى يحين الوقت المناسب لتفجير الصراع المسلح.

     

      اندلاع ثورة اول نوفمبر 1954

     

    لقد تم وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و24 أكتوبر 1954 بالقاهرة من طرف لجنة الستة ومجلس قيادة الثورة المصرى. ناقش المجتمعون قضايا هامة هي : إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد الإعلان عنه ليحل محل اللجنة الثورية للوحدة والعمل وقد اتفقوا على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني. وتهدف المهمة الأولى للجبهة في الاتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد حثها على الالتحاق بمسيرة الثورة، وتجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي تحديد تاريخ اندلاع الثورة التحريرية : كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية - عسكرية، منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم بالاحتفال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة. تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها بشكل نهائي، ووضع آخر اللمسات لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر. كل هذا بعد أن عرف الشعب الجزائري ان المستعمر الفرنسي لا يهمه المقاومة السياسية بل استعمال القوة وأن تحرير الجزائر ليس بالامر المستحيل.

     

    - صور من ثورة اول نوفمبر 1954 .

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     


      خريطة أهم عمليات أول نوفمبر 1954

     

    • المنطقة الأولى- الأوراس :مصطفى بن بولعيد
    • المنطقة الثانية- الشمال القسنطيني: ديدوش مراد
    • المنطقة الثالثة- القبائل: كريم بلقاسم
    • المنطقة الرابعة- الوسط: رابح بيطاط
    • المنطقة الخامسة- الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي
    • تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر 1954 : خالد وعقبة

     

    - ثورة اول نوفمبر 1954 .
    القادة الستة لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1954

     

    اول عمليات اندلاع ثورة اول نوفمبر 1954

     

    كانت بداية الثورة بمشاركة 1200مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط. وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح إستراتيجية أخرى، بالإضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون..شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن، وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمس : باتنة، أريس، خنشلة وبسكرة في المنطقة الأولى، قسنطينة وسمندو بالمنطقة الثانية، العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة. أما في المنطقة الرابعة فقد مست كلا من الجزائر وبوفاريك والبليدة، بينما كانت سيدي علي وزهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة (خريطة التقسيم السياسي والعسكري للثورة 1954 -1956).وباعتراف السلطات الاستعمارية، فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر 1954، قد بلغت ثلاثين عملية خلفت مقتل 10 أوروبيين وعملاء وجرح 23 منهم وخسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية. أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها الأولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف، من أمثال بن عبد المالك رمضان وقرين بلقاسم وباجي مختار وديدوش مراد وغيرهم، فكانوا ابطال الجزائر وأسيادها الذين حققوا الانتصار.

     

     الدعم المصري لثورة الجزائر

     

    قامت مصر خلال الخمسينات والستينات بتبني قضية الجزائر وتدعيمها؛ حيث أكد كريستيان بينو (وزير خارجية فرنسا وقتئذ) أن التمرد في الجزائر لا تحركه سوى المساعدات المصرية، فإذا توقفت هذه المساعدات فإن الأمور كلها سوف تهدأ؛ لوجود مليون مستوطن فرنسي في الجزائر، ولأن فرنسا اعتبرت الجزائر جزءًا لا يتجزأ من فرنسا. مما ترتب عليه اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر. ولهذا أصدرت جبهة التحرير الوطني الجزائرية بيانًا قالت فيه:

     

      
     

    لا ينسى أي جزائري أن مصر الشقيقة تعرّضت لعدوان شنيع كانت فيه ضحية تأييدها للشعب الجزائري المناضل. ولا ينسى أي جزائري أن انتصار الشعب المصري في معركة بورسعيد التاريخية ليس إلا انتصار لواجهة من واجهات القتال العديدة التي تجري في الجزائر منذ ثمانية وثلاثين شهرًا، وأن الشعب الجزائري المنهمك في معركته التحريرية الكبرى ليبعث إلى الشعب المصري الشقيق وبطله الخالد جمال عبد الناصر بأصدق عواطف الأخوة والتضامن، وعاشت العروبة حرة خالدة، وعاش العرب تحت راية الاستقلال والعزة والمجد.

       

     

    وقال العقيد سي الحواس قائد الولاية السادسة أثناء حرب التحرير الجزائرية:

     

     
     

    لو عندنا طائرات لطرنا.. لو عندنا عصافير لطرنا.. لو عندنا بواخر لذهبنا.. إذا انتصرت مصر انتصرت الثورة الجزائرية.. وإذا انهزمت مصر انهزمت الثورة الجزائرية.

      
     

     

      دعم عسكري

     

    • دعمت مصر ثورة الجزائر بالسلاح والخبراء، فكانت مصر الداعم الأول والأهم لها. الأمر الذي دفع بن جوريون (أول رئيس وزراء لإسرائيل) إلى قول:

     

      
     

    على أصدقائنا المخلصين في باريس أن يقدّروا أن «عبد الناصر» الذي يهددنا في النقب، وفي عمق إسرائيل، هو نفسه العدو الذي يواجههم في الجزائر.

     
     

     

    • ويؤكد محمد حسنين هيكل أنه تلقت الثورة الجزائرية أكبر شحنة من السلاح المصري أثناء اندلاع القتال على الجبهة المصرية - إبّان العدوان الثلاثي عليها - ضدّ فرنسا وإنجلترا وإسرائيل.
    • كانت أول شحنة سلاح وصلت الجزائر مقدمة من مصر وقدرت بحوالي 8000 جنيه.
    • أهم التدريبات العسكرية الفعالة لجيش التحرير الوطني خارج الجزائر كانت تتم بمصر.

     

      دعم سياسي

     

    • كانت القاهرة مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة التي تأسست في 19 سبتمبر 1958، فكانت أهم مجالات التنسيق الدبلوماسي الجزائري تتم عن طريق مصر، وانطلقت من القاهرة معظم النشاطات السياسية والدبلوماسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة الجزائرية المؤقتة.
    • كانت القاهرة مقرًا للجنة تحرير المغرب العربي المكونة من ليبيا، وتونس، والمغرب، والجزائر.
    • قامت مصر بتمثيل الجزائر في مؤتمر باندونج الذي عقد في مايو 1955. كما كان لها دورًا فعال في تمكين الجزائريين من لعب دورًا مؤثرًا في منظمة تضامن الشعوب الأفرو - آسيوية منذ نشأتها بالقاهرة في ديسمبر 1957.
    • يقول الكاتب الجزائري إسماعيل دبش في كتابه «السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية»:

     

      
     

    تأييد مصر للقضية الجزائرية ولكل مطالب جبهة التحرير الوطني كان مطلقًا، ومتشددًا، وبدون تحفظ، حتى لو تعلق الأمر بعلاقة مع دولة كبرى لها مصالح حيوية وإستراتيجية معها مثل الاتحاد السوفيتي. ذلك ما عبر عنه الرئيس عبد الناصر في تحذيره إلى خروتشوف الرئيس السوفياتي من الانسياق وراء محاولات دي غول بزيارة حاسي مسعود (منطقة آبار بترولية جزائرية كبرى بالصحراء).

       

     

      دعم مالي

     

    • كانت أول صفقة سلاح من أوروبا الشرقية بتمويل مصري بلغ حوالي مليون دولار، كما قدمت مصر 75% من الأموال التي كانت تقدمها جامعة الدول العربية للثورة الجزائرية والمقدرة بـ 12 مليون جنيه سنويًا.
    • خصصت مصر - بقرار من جمال عبد الناصر - الدخول الأولى من تأميم قناة السويس (بلغت 3 مليارات فرنك فرنسي قديم) للكفاح الجزائري.

     

      دعم فني

     

    وبجانب تقديم الدعم العسكري والسياسي، كان هناك دعم ثقافي وفني؛ فالنشيد الوطني الجزائري من تلحين الموسيقار المصري محمد فوزي، كما قام عبد الحليم حافظ بأداء أغنية بعنوان «الجزائر» تتحدث عن الثورة الجزائرية، وقام المخرج المصري يوسف شاهين بإخراج فيلم جميلة الذي يتحدث عن جميلة بوحيرد وعن الثورة الجزائرية.

     

      استقلال الجزائر

     

    1. مقدمة : بناءا على ما تضمنته المادة 17 من الباب الثالث من نصوص اتفاقيات ايفيان والمتضمن إجراء استفتاء خلال فترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر من تاريخ نشر النص على أن يحدد هذا التاريخ وفقا لاقتراح الهيئة التنفيذية بعد شهرين من تنصيبها.
    2. التحضـيرات للاستفتـاء: في إطار صياغة جملة الضمانات والشروط المفصلة بتنظيم الأحكام العامة خلال المرحلة الانتقالية اعتبارا من يوم 19 مارس 1962 وبناءا على ذلك، واستنادا إلى ما تضمنه نص الجزء الثالث من مواد ضمانات تنظيم الاستفتاء على تقرير المصير والجزء الرابع من الاتفاقيات الذي ينص على تشكيل قوة محلية للأمن غايتها الإشراف على استفتاء تقرير المصير وقد جاءت المواد 19، 20 و21 لتحديد مواصفاتها والصلاحيات التي تضطلع بها، بقي جيش وجبهة التحرير الوطني يستعدان لإجراء الاستفتاء في جو من الحيطة والحذر إلى أن حل الفاتح من جويلية 1962. وقد اجتمعت لهذا الحدث التهيئة والتحضيرات العامة لتعبئة الشعب منها توزيع مناشير على المواطنين لتوعيتهم وحثهم على المشاركة بقوة في هذا الحدث بعد أن ضبطت الهيئة التنفيذية المؤقتة بمقرها في روشي نوار (بومرداس حاليا) موعد الاستفتاء بالفاتح جويلية 1962، حيث استجاب المواطنون بنسبة كبيرة جدا لهذا الحدث الهام، وتضمنت استمارة الاستفتاء الإجابة بنعم أو لا على السؤال التالي : هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962.
    3. نتائج الاستفتاء: في 2 جويلية شرع في عملية فرز الأصوات، كانت حصيلة النتائج لفائدة الاستقلال بأغلبية مثلما أكدته اللجنة المكلفة بمراقبة سير الاستفتاء صباح يوم 3 جويلية 1962، فمن مجموع المسجلين المقدرين بـ 6.549.736 موزعين على 15 مقاطعة عبّر 5.992.115 بأصواتهم منهم 5.975.581 أدلى بنعم، و 16.534 بـ :لا.
    4. الاعتراف بالاستقلال: بمقتضى المادة 24 من الباب السابع المتعلقة بنتائج تقرير المصير وطبقا للمادة 27 من لائحة تقرير المصير:

     

      • تعترف فرنسا فورا باستقلال الجزائر.
      • يتم نقل السلطات فورا.
      • تنظم الهيئة التنفيذية المؤقتة في خلال ثلاثة أسابيع انتخابات لتشكيل الجمعية الوطنية الجزائرية التي تتسلم السلطات.

     

    وبناء على ذلك أعلنت نتائج الاستفتاء يوم السبت 3 جويلية 1962 وبعث الرئيس الفرنسي شارل ديغول إلى السيد عبد الرحمن فارس رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة للجمهورية الجزائرية رسالة تحمل الاعتراف باستقلال الجزائر. واعتبر يوم الاثنين 5 جويلية 1962 التاريخ الرسمي لاسترجاع السيادة الوطنية التي سلبت في ذات اليوم من سنة 1830.

     

      المصادر

     

    • السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية (1954-1962)/د.إسماعيل دبش/دار هومة/الجزائر/2007.
    •  وثورة الجزائر/فتحي الديب/القاهرة: دار المستقبل العربي/1990.
    • ملفات السويس: حرب الثلاثين عامًا/محمد حسنين هيكل/القاهرة: مركز الأهرام/1992.
    • الموقع الإلكتروني لوزارة المجاهدين الجزائرية
    • 1نوفمبر54.كوم

     

    assanaje.kif.fr

    Partager via Gmail Yahoo! Google Bookmarks Blogmarks

    1 تعليق
  • كتامة الجزائر

    حسب بن خلدون قبيلة كتامة واحدة من أهم بطون البرانس من قبائل الأمازيغ أو البربر كما يعرفون تاريخيـا بالمغرب العربي، وهي عند نسابة البربر منحدرة من كتام (كتم) بن برنس.

    أما عند النسابة العرب فيقولون بأنها واحدة من فروع قبيلة حمير القادمة مـن جنوب شبه الجزيرة العربية، وقد ذكر ذلك المؤرخان العربيان الكلبي والطبري، وأول ملوك هذه القبيلة، حسب هذه الرواية هو افريقش بن صيفي الذي سميت بلادهم باسمـه، والذي صار يطلق اليـوم على سائر إفريقيا، وهو من ملوك التبابعة باليمن، وهو أول من فتح إفريقية وقتل ملكها جرجير.

    وحسب الرواية الأولى تكون قبيلة كتامة قد تفرعـت إلى فرعين رئيسيين هما : "غرسن ويسودة، ومنهما تناسلت كل بطون كتامة المعروفة عند المؤرخين، وعلى هذا الرأي فهم عناصر محلية أصيلة، وقد ارتبطوا بهذه البلاد وعرفوا على أديمها منذ فجر التاريخ. ولم تأت بهم الهجرات البشرية التي كان شمال إفريقيا مسرحـا لهـا بواسطـة عـدة مراكـز في العالم القديم، وإن لم يسلموا فيما بعد مثل غيرهم مـن سكان بلاد المغرب، من عناصـر طارئـة اختلطـت بهـم واندمجـت معهـم بحكـم المصاهرة أو الحلـف، أو طـول الجـوار".

    وأيا كانت الاعتبارات والحجج التي بنيت عليهـا هذه الروايات فقد اتفـق النسابـة العرب والبربر على أن البرانس هم أبناء برنس بن بر بن مازيغ بن كنعان بن حام، ومن ثم، وحسب بن خلدون فإنهم يلتقون مع الفلسطينيين في النسب والأصل.

    وأيا كانت حقيقة نسب هذه القبيلة فإن ما يجب التنويه به هو أن هذه القبيلة أهم القبائل البربرية في المغرب الأوسط في القرون الوسطى عددا وشأن


    :إقليم كتامة وأهم حواضرها

    لقد سكن بنو كتامـة شمال إفريقيـة منذ القدم (مثـل إخوانهم من فروع قبيلة البتر، شقيقة البرانس)، في التاريخ القديم تدخل منطقة كتامة ضمن إقليم نوميديا القديمة، وفي ظل الاحتلال الروماني ألحقت بموريتانيا السطيفية التي مركزها سطيف، ويمتد إقليم كتامة على كامل المنطقـة الواقعة شمـالا مـا بين بجايـة إلى غايـة دلـس غربا وعنابة شرقا، إلى حدود الحضنة والأوراس من ناحيـة الجنـوب والجنوب الشرقي، وقالمة وسوق أهراس شرقا، ولهم مواطن معروفة في مجال هذه المنطقة منها الحواضر الكبرى المعروفة اليوم مثل : قالمة، سوق أهراس، القالة، عنابة، سكيكدة، القل، الميلية، جيجل، قسنطينـة، ميلـة، سطيف، والحواضر الصغيرة الموجودة بنواحي الأوراس، ولهم مواطن أخرى ذكرت في المصادر التاريخية مثل إقجان أو إكجان بنواحي بني عزيز بولايـة سطيف، وهي مركز الدعوة الفاطمية، وبلزمة، وباغايا وغيرها..

     الدور التاريخي لقبيلة كتامة

    يذكر المؤرخون أن قبيلة كتامة كانت أشد القبائل بأسا ودفاعـا عن أقاليمها وقد قاومت على الدوام كل محاولات الغزو والاحتلال الأجنبي لا سيما الروماني الوندالي والبيزنطـي وحتى الفتح الإسلامي العربي في بداية الأمر.

    لقد كان لبداية الانهيار التدريجي للإمبراطورية الرومانية في بداية القرن الخامـس (5) الميلادي أثره في تسهيـل تحرر سكـان الأرياف خاصة، من سيطرة الرومان، وقد ساعد على ذلك مجيء الغزو البيزنطي غير أنه كـان أسوأ من سابقـه بسبب الاذلال والخـراب والدمـار الذي أتى على الإنسان والعمران، وقد قاوم بنو كتامة هذا الغزو إلى أن جاء الفتح الإسلامي في بداية القرن الثامن (الميـلادي (710) وقد كانت لهـم ممالك مستقلـة وقادة عظمـاء في تلك الفترة.

    اعتنق الكتاميون الإسلام رغم الفتن التي وقعت بسبب الردة عن الإسلام التي أدت إلى نشوب معارك بينهم وبين الفاتحين إلا أن الأمور استقرت في نهاية الأمر بعدمـا تفهم الأمازيـغ أهـداف الفاتحين الجدد غير المادية ومبادئهم غير المعقدة عكس من سبقوهم، فتعاونـوا جميعـا على طـرد البيزنطيين والرومـان وتحرير البلاد نهائيا، وأدى اندمـاج العنصرين إلى تكويـن مجتمع جديـد على أسـس ونهج جديـد وأدى ذلك إلى قيام ممالك بربريـة معروفة وقد خضعت أقاليـم كتامـة لسيطـرة الأغالبـة ثم الزيريين ثم الحماديين ثم الموحدين.

    و في بداية القرن العاشر (913) الميـلادي كانت قبيلـة كتامـة من أقـوى القبائل البربريـة في المغرب آنذاك، فتحالفت مع الفاطميين ضد الخلافة العباسية تعاطفـا مع دعـاة الاسماعيليـة المنشيعين لأهل البيت وذلك لاحتضانها هذه الدعوة ونصرتها واستطاعوا الإطاحة والقضاء على دولة الأغالبة في القيروان بتونس، وقد كان دورهم حاسما في تأسيس الدولة الفاطمية فكانوا حماتها وجنودها المخلصين وقد رحـل عـدد كبـير منهم ضمن جيش "جوهر الصقلي" قائـد الحملـة الفاطميـة علـى مصر، لكنهم تمكنـوا من دخـول الفسطـاط بعـد محـاولات عديدة، يـوم السـبت 17 شعبـان عـام 358 هـ. 969 م، وأسسوا مدينـة القاهرة، وقد خصص لهم بجـوار القاهـرة مكانـا يتمركزون فيه وظلوا قوة عسكرية هامة في خدمة الخلافة الفاطمية وقد قادوا حملات ضد العباسيين حتى بلغوا دمشق، ولا تزال كل من القاهـرة ودمشـق على التـوالي تحتفـظ لهـم بحـواري تسمـى باسمهـم حي الكتاميين بالقاهرة وحارة المغاربة بدمشق، وبسبب موقف هذه القبيلـة فقـد تعـرض أبناؤهـا في فتـرات ومواطـن عديدة إلى الاضطهـاد والانتقام على أيدي العباسيين والأمويين وأنصارهم

    المميزات والصفات الاجتماعية لقبيلة كتامة وإسهاماتهم العلمية والثقافية

    من العـادات والصفـات التي تتصف وتتميـز بهـا هذه القبيلـة "نلاحـظ أن الشجاعـة وحمـايـة الملاجـئ وتوقـير أهـل العلـم واكـرام الضيف والثبات على المبدأ من أظهر صفات سكـان كتامـة منـذ القديـم".

    و من المؤكد أن هذه الصفات والعادات الحميدة لا تستقيم مع مـا ذكرته بعض الروايـات من عادات قبيحـة ومستهجنـة لذلك تكـون مكذوبـة وملفقـة.

    و قد تعلم بنو كتامة الذين وتفقهوا فيه وهذا وحده كفيل بأن يجعلهم يبتعدون عن كل خلق سئ ممـا ذكره بعض المؤرخين، وقـد أسهموا في نشر الإسلام وترقية العلوم وشتى مناحي المعرفة ولمع منهم علماء عظام لا يتسع المقام لذكرهم.

    و علـى المستـوى اللغوي فـإن جميـع فـروع قبيلة كتامة تكون قد استعربت ما عدا قبيلة زواوة التي لم تستعرب إلا بنسبة ضئيلة.

     

    :فروع قبيلة كتامة وانتشارها

    يعتقـد المؤرخون أن جميـع فروع كتامة ترجـع للفرعـين المذكوريـن آنفـا : غرسن بن كتام، ويسودة بن كتام.

    و من غرسن تتفرع معظم القبائل التي تنتشـر اليـوم على إقليم ولايـة جيجـل وبعض الولايات المجاورة، وتنحدر من فرع بني يناوة، وبني ينطاسن تحديدا، ومن أهم فروع :بني يناوة نجد:

    (أ) فرع جيملة الكبرى وتوجد بمنطقـة جيملة إلى تسالة بولاية ميلة إلى حدود العلمة بولاية سطيف. (ب) فرع مسالته (تالا إيفاسن) بين سطيف وآقبوا ومواضع أخرى ضمن إقليم كتامة. 
    • ومن فرع بني ينطاسن نجد قبيلة إجانة التي تنتشر بين مدينتي الطاهير والميلية، وكذلك قبيلة معاذ التي لا تزال تعرف بهذا الاسم بناحية الميلية "بني معاذ".
    • ومن فرع يسودة توجد قبيلة متوسة التي يوجد فرع منها ضمـن قبيلـة جيملة " متوسين " وقرية متوسة بولاية بجاية.
    • ومن فرع يسودة توجد قبيلة فلاسة الموزعة بين الميلية (أولاد عيدون وأولاد علي..) وبين جبال "سباو" ناحية تيزي وزو باسم إفلاسن البحر.
    • ومن فرع يسودة توجد قبيلة دنهاجة الموطنون اليوم بالمغرب الأقصى، وبقي منهم قبيلة بني بلعيد شمال شرق ولاية جيجل.

                                                                                 

                              المراجع

    1. http://ar.wikipedia.org
       
    2. كتاب المواعظ والاعتبار للمقريزي الجزء 2 الصفحة 140
    Partager via Gmail Yahoo! Google Bookmarks Blogmarks

    1 تعليق
  • ولد الشهيد رويبح حسين يوم 22 جوان 1922 بجيجلassanaje.kif.fr

    تلقى تعليمه في احدى مدارس ولاية جيجل ومنذ شبابه الاول كانت له ميولات سياسية جسدها في حزب الشعب الجزائري سنة .1943 ولم يدم به الحال طويلا حتى شغل منصب المسؤول الأول في خلية الحزب بجيجل وذلك في 14 ماي 1945 ،وتم توقيفه من طرف السلطات الاستعمارية حيث سجن بالثكنة العسكرية بجيجل لمدة تقارب الثلاثة اشهر ليتم نقله بعد ذلك الى معتقل المنصورة بقسنطينة واطلق سراحه في شهر اوت من نفس السنة وعاد ليزاول مهنته كتاجر مع شقيقه عند نهاية سنة 1945 وبداية 1946 التحق حسين رويبح بصفوف حركة انصار الحريات الديمقراطية MTCD الى جانب المناضل محمد بلوزداد الذي كان في زيارة الى جيجل في اطار تنظيم صفوف الحزب، وفي سنة 1947 انضم حسين رويبح الى المنظمة العسكرية السرية التي اسسها محمد بلوزداد والتي كانت تحت الرقابة البوليسية انذاك ليعتقل بعدها ويطلق سراحه في سبتمبر من نفس السنة، وقد وقع الرائد الشهيد رويبح حسين اسيرا بين ايدي السلطات الاستعمارية في سنة ,1950 بجيجل ويزج به في سجن عنابة لمدة ثلاثة اشهر. ليعود بعدها الى مسقط رأسه بجيجل ويصبح مسؤولا عن المخبأ الذي كان يمتد من العوانة غربا الى بني بلعيد شرقا، وفي 4 نوفمبر 1954 اعتقل رويبح حسين ثم اعتقل مرة اخرى في 22 ديسمبر من نفس السنة ليدخل الى سجن الكوديا بقسنطينة لمدة شهر وتم تحويله الى سجن برباروس ثم اعيد الى سجن قسنطينة حيث حكم عليه بعام سجن و 5000 (خمسة آلاف) فرنك غرامة وفي سنة 1955 خرج من السجن والتحق بصفوف المجاهدين ونظرا للعلاقة النضالية التي كانت تربطه بعبان رمضان  بعث هذا الاخير برسالة الى زيغود يوسف يوصيه فيها بالسهر على هذا الشاب الشجاع باعتباره إطارا في صفوف النضال، وقد باشر المجاهد حسين رويبح نضاله وعمله كمسؤول الناحية وفي بداية سنة 1956 اتصل بزيغود يوسف الذي عينه نائبا سياسيا لقيادة اركان جيش الثورة في الناحية التي كان يقودها انذاك المجاهد عبد الله بن طوبال، وذلك الى غاية انعقاد مؤتمر الصومام ليصبح بعدها عضوا قياديا للناحية وقلد برتبة رائد محافظ سياسي للولاية.

     

                           (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) 

     

    Partager via Gmail Yahoo! Google Bookmarks Blogmarks

    1 تعليق
  •  

    المولد والنشأة

     

    ولد فرحات عباس في 24 أكتوبر 1899 بالطاهير (جيجل) ينتمي إلى أسرة فلاحية،زاول تعليمه الابتدائي في الطاهير ، و الثانوي بجيجل و سكيكدة انتقل للعاصمة لإكمال تعليمه الجامعي تخرج بشهادة عليا في الصيدلة ، و فتح صيدلية في سطيف سنة 1932.assanaje.kif.fr


    نضاله قبل الثورة


    يعد من طبقة النخبة المثقفة ثقافة غربية و لهذا كان من دعاة سياسة الإدماج ، أنشأ جمعية الطلبة المسلمين لجامعة الجزائر سنة 1924 و أشرف عليها حتى عام 1932 ، كما انتخب رئيسا لجمعية الطلاب المسلمين لشمال إفريقيا بين ( 1927- 1931 ) .
    التحق بفيدرالية النواب المسلمين الجزائريين التي كونها الدكتور بن جلول سنة 1930 ، و كان هدفه أن تتحول الجزائر إلى مقاطعة فرنسية ، و عبّر عن هذا بوضوح سنة 1936 عندما قال :" لو كنت قد اكتشفت أمة جزائرية لكنت وطنيا و لم أخجل من جريمتي ، فلن أموت من أجل الوطن الجزائري ، لأن هذا الوطن غير موجود ، لقد بحثت عنه في التاريخ فلم أجده و سألت عنه الأحياء و الأموات و زرت المقابر دون جدوى.." و خلال الحرب العالمية الثانية تطوع للخدمة العسكرية و في 22 ديسمبر 1942 حرّر فرحات عباس رسالة للسلطات الفرنسية و إلى الحلفاء طالب بإدخال إصلاحات جذرية على الأوضاع العامة التي يعيشها الشعب الجزائري ، و طالب فيها بعقد مؤتمر يضم جميع المنظمات لصياغة دستور جديد للجزائر ، ضمن الاتحاد الفرنسي ، و لم يلق فرحات عباس أي رد على هذه المطالب لذا أصدر بيان الشعب الجزائري فبراير 1943 وقدم إلى الحاكم العام منددا فيه بقانون الأهالي ، و في شهر مارس 1944 أسس أحباب البيان و الحرية التي كانت تهدف إلى القيام بالدعاية لفكرة الأمة الجزائرية ،
    بعد مجازر 8 ماي 1945 حل حزبه و ألقي القبض عليه و لم يطلق سراحه إلا في سنة 1946 بعد صدور قانون العفو العام على المساجين السياسيين ، بعد ها أسس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري ، و أصدر نداءا أدان فيه بشدة ما اقترفته فرنسا من مجازر رهيبة في 8 ماي 1945 ، و عبّر فيه عن أهداف و مبادئ حزبه التي لخصها في " تكوين دولة جزائرية مستقلة داخل الاتحاد الفرنسي "


    نشاطه أثناء الثورة


    في أفريل 1956 حل فرحات عباس حزبه و انضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني في القاهرة ، و بعد مؤتمر الصومام عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ، قاد وفد الجزائر في مؤتمر طنجة المنعقد بين 27- 30 أفريل 1958، ثم عين رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ( 19 سبتمر 1958- أوت 1961) ،زار كل من بكين و موسكو سنة 1960
    أول تصريح للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية أدلى به السيد فرحات عباس
    في اليوم التاسع عشر من شهر سبتمبر سنة 1958 أعلنت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية…
    و إن هذا الإعلان الذي وقع بإسم شعب يكافح منذ أربعة أعوام في سبيل إستقلاله قد بعث الدولة الجزائرية التي إبتلعها الإحتلال الحربي سنة 1830 ومحاها بصفة قاسية ظالمة من الخارطة السياسية للشمال الإفريقي...
    وهكذا تنتهي أشنع عمليات الاغتصاب التي تمّت في القرن الماضي والتي أرادت أن تنتزع عن الشعب جنسيته وتغير مجرى تاريخه وتحرمه من كل وسائل الحياة وتحيله إلى ذرات من الأفراد ، وهكذا ينتهي أيضا الليل الطويل ، ليل الخرافات والأباطيل ، وينتهي أخيرا عهد الاحتقار والإذلال والعبودية…
    وقد مضت على هذا الشعب أربع سنوات وهو في ميدان الكفاح صامدا أمام قوة عسكرية من أضخم قوى العالم وسقط في ميدان الشرف والكرامة من أبنائه ما يزيد عن الستمائة ألف شهيد خضبت دمائهم طريق الحرية المجيد الطويل ، ولقد ألقت فرنسا بهذا الشعب للطغاة الاستعماريين وقادة الجند يتفننون كل يوم في تعذيبه وتقتيله ، ولكنه ظلّ رغم هذه الآلام ورغم آلاف الضحايا صامدا في عقيدته مؤمنا بأن ساعة التحرير آتية لا ريب فيها…
    إن جيش التحرير الوطني بإمكانيته المحدودة يصارع -والنصر إلى جانبه-جيشا فرنسيا جهّز بأحدث الأسلحة من مدفعية وطيران وبحرية…
    إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تجدّد العهد بأن تظلَّ مخلصة الإخلاص كله للمثل العليا التي قدَّموا في سبيلها أغلى التضحيات : الحرية والعدالة والتحرّر الاجتماعي…
    إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية المنبثقة عن إرادة الشعب ، شاعرة من هذه الناحية بكل مسؤولياتها ، وإنها ستضطلع بها جميعا ، وأوّل هذه الواجبات أن تقود الشعب والجيش حتى يتحقّق التحرّر الوطني...
    إن الشعب الجزائري شعب مسالم ، فهو لم يرفع سلاحه إلاّ مرغما من طرف الاستعماريين وبعد أن استنفذ كل الوسائل السلمية لاسترجاع حريته واستقلاله ، وما خرافة الجزائر الفرنسية وما أسطورة الاندماج إلا ثمرات سياسة القوة والعنف…
    إن الجزائر ليست فرنسا ، وإن الشعب الجزائري ليس فرنسيا ، وإن محاولة فرنسا الجزائر عملية عقيمة وجريمة حكم عليها ميثاق الأمم المتحدة …إن الجزائر المكافحة لتتوجّه بالشكر إلى كل الدول التي إجتمعت في مؤتمر باندونغ ، كما تؤكِّد لها إعترافها بالجميل لما تلقاه منها من عون مادي وسند أدبي…أما الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فهي مستعدة للمفاوضة …ولقد سجلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية منذ نشأتها بكل إغتباط عدَّة إعترافات من بعض الدول هي تقدم لها الشكر الجزيل على ذلك ، وهناك دول أخرى ستعترف بها في المستقبل…
    وفي ختام هذا التصريح نريد أن نذكر بأن استمرار الحرب في الجزائر يشكل تهديدا دائما للسلام العالمي ، ونحن نهيب بالجميع أفرادا وحكومات ليضموا جهودهم لجهودنا من أجل وضع حد لهذه الحرب التي هي محاولة إحتلال جديد …
    و إننا نأمل أملا حارا أن يسمع هذا النداء.
    وفاتـه
    توفي يوم 23 ديسمبر 1985

     

    Partager via Gmail Yahoo! Google Bookmarks Blogmarks

    تعليقك
  • قبل أن أحلل المعلومات التي أوردها الفرنسيون في تقاريرهم,لا بد من الإشارة إلى بعض الملاحظات ح ول تلك التقارير سالفة الذكر,منها التعديلات التي أدخلتها على الترجمة كتقديم و تأخير بعض الفقرات,ليكون أسلوبا قريبا من أساخبار الولايةلوب اللغة العربية.

    و من الملاحظات الواضحة كذلك الفرق بين التقارير التي كتبت في الستينات من ثورة القرن التاسع عشر  قبل ثورة المقراني,والتي كتبت في التسعينات من نفس القرن بعد ثورة المقراني,لأن الأولى أمضيت من أعلى س لطة في فرنسا,إذ أمضاها الإمبراطور نابليون الثالث أمضيت في الجزائر من طرف الحاكم العام أو كاتبه الخاص,كما تعد التقارير الثانية أهم من الأولى,لأنها تحتوي على تفاصيل أكثر فيما يخص أصول السكان و مصادرة الأراضي السهلية الخصبة و ت شييد المستعمرات الإستطانية.

    أما من حيث المصداقية فأغلبها صحيح,كوصف السكان و منازلهم,و وسائل الإنتاج الفلاحي البدائية,و تربية الحيوانات و النحل,و إحصاء أملاكهم,و مشاركتهم في جميع الثورات التي وقعت في المنطقة ما بين 1839 و 1871  و مصادرة جميع أراضيهم السهلية و علاقتهم بالحكم التركي السابق,و توثيق الأساطير التي  كانت متوارثة شفهيا بينهم فيما يخص الجد الأول لكل قبيلة و عشيرة.

    فقد اهتم الفرنسيون بتسجيل إدعاءات أعيان تلك القبائل بالنسبة إلى جدها الأول الذي تنسب إليه,فمثلا بني فوغال ينسبون إلى جدهم الأول فوغالة,و بني عمران إلى جدهم الأول عمران و هكذا,فحوالي تسعين في المائة منهم ينسبون إلى جدهم الأول,و أغلب هؤلاء الأجداد جاءوا من الساقية الحمراء بموريتانيا أو ساقية الروم,أو من المغرب.

    و هذه الإدعاءات مازالت بقاياها إلى اليوم متوارثة,فمثلا قبيلة العوانة غرب مدينة جيجل جاء جدها الأول من المغرب,و بني يدر و بني حبيبي هما كذلك جاء جدهما الأول من المغرب,و أقلية منهم جاء جدهم من مناطق الجزائر,و لا نجد قبيلة واحدة تدعي بأنها عريقة في المنطقة.

    و بناء على هذه المعلومات و الإدعاءات المتوارثة شفهيا عبر الأجيال و التي وثقها الفرنسيون في سجلاتهم الإدارية الرسمية.و على اللهجة التي يتحدثون بها, و على بعض العادات و التقليد , و على مجريات الأحداث التاريخية كظهور الدولة الحمادية في بجاية غرب المنطقة,و غرس بدور الدولة الفاطمية في جنوبها, و دخول الجيوش الموحدية إلى مدينة جيجل, و كذلك الدولة الحفصية, و في الأخير استقر الأخوان عروج و خير الدين بمدينة جيجل في بداية العهد العثماني.

    بناء على هذا كله نستطيع أن نكون فكرة عن أصول سكان المنطقة الممتدة من بجاية إلى سكيكدة شمالا, و من قمم جبال البابور إلى قمم جبال سيدي إدريس جنوبا, و نلخصها في أربع عناصر أساسية: أمازيغ,أندلسيون,عرب و أتراك فهذه العناصر الأربع هي التي إنصهرت و كونت سكان المنطقة الذين وجدهم الفرنسيون سنة 1899. و على الأرجح أن يكون بداية ذلك الانصهار في القرن الثالث عشر أو الرابع عشر,حسب المعطيات السابقة, و كذلك عدم ورود أسماء تلك القبائل في المصادر التاريخية أو الجغرافية العربية الإسلامية قبل القرن السادس عشر, و على الأرجح كذلك أنه بدأ بطريقة فردية تسللية.

    و بعد العنصر الأمازيغي أول من دخلها, فبعد ما يتخلى عن منطقته لسبب من الأسباب يلتحق بالمنطقة الجديدة بصفة فردية فيقلم و يشذب الغابة, و بعد مرور قرن أو قرنين يتكاثر نسله و يشكلون عشيرة و يطلقون عليها إسم الجد الأول الذي يكون مثلا إسمه أحمد,فيطلقون عليها إسم أولاد أحمد, و بمرور قرنين آخرين تنمو تلك العشيرة فتتوسع في الغابات المجاورة, و تتعدد عشائرها و تصبح قبيلة أو عرشا, و تغيير بداية الإسم و يقلب من أولاد أحمد إلى بني أحمد, و بهذه الكيفية تشكلت قبائل المنطقة الممتدة من بجاية إلى سكيكدة , و أثناء تكونها حسب الكيفية المشار إليها دخلت عليها عناصر جديدة أندلسية و عربية و تركية.

    و منذ البداية وقع الإنصهار بين تلك العناصر, و يعد تكونها حديثا,أما بالنسبة للعمق التاريخي , فلا يتعدى القرن القرن الثاني عشر ميلادي على أبعد تقدير, لأن المنطقة قبل ذلك كانت عبارة عن غابات بكر , و يرجح هذا الاحتمال الأساطير المتوارثة و مجريات الأحداث التاريخية التي مرت بها المنطقة و الواقع الملموس, و لذلك يبدو واضحا انصهار العنصر الأمازيغي و الأندلسي في القبائل الساحلية مثل العوانة و بني قايد و بني أحمد و بني عمران و أولاد بلعفو و بني سيار و بني يدر و الجناح و بني حبيبي و بني فرقانو غيرهم, كما يظهر العنصر الأمازيغي العربي واضحا في القبائل الجنوبية مثل بني خطاب و الشراقة و زواغة و جيملة, و بنفس المثل يتجلى العنصر العربي التركي أو الأمازيغي التركي العربي في مدينة جيجل و ضواحيها.

     

    Partager via Gmail Yahoo! Google Bookmarks Blogmarks

    تعليقك


    تتبع مقالات هذا القسم
    تتبع تعليقات هذا القسم